아세안

في كل عام يحل علينا نحن كجزائريين شهر أوت ومعه ذكريات لا تفارق أرض الجزائر، وذاكرة مفجري ثورة التحرير المباركة، وقد أخذت هذه الثورة مساحة من أقلام الكتاب والإعلاميين الجزائريين والأجانب، لكن للأسف رافق هذا الاهتمام بالثورة ومن دون قصد، تزييف لحقيقة النضال الثوري الجزائري الذي أصبح يدل على العنف الذي مارسه الجزائريون بعد ما استنفذ كل الطرق السلمية في نيل استقلاله، أو المصطلح الذي راج بين البعض (فشل النضال السياسي) في نيل الاستقلال. وسنحاول من خلال هذا المقال، تسليط الضوء على النظرة المتداولة عن الثورة التحريرية الجزائرية لدى المجتمع الجزائري والمثقف الأجنبي، والتي رسخت بأنها ثورة كفاح مسلح همجي بحت، وهذا عن طريق أخذ محطة هامة في مسيرة الثورة وفي التنظيم السياسي بها، وهو مؤتمر الصومام المنعقد في 20 أوت 1956، وسنتطرق في هذا الأخير إلى ظروف انعقاده وكيفية التحضير له، وكذا القرارات الحاسمة والهيئات التي خرج بها، كمثال عن درجة ومستوى الجانب الإداري التنظيمي الذي وصلت إليه الثورة بعدما نجحت الانطلاقة وكتب لها الاستمرار. فهل كانت ثورة التحرير ثورة عنف وهمجية وتفجير وقتل ضد فرنسيين؟ وأن هذا كله ما جعل الفرنسيون يقررون ترك الجزائر خوفًا على أرواحهم ومصالحهم من التخريب؟ وهل كان التنظيم السياسي للثورة والعمل العسكري يمشيان بالتوازي مع بعضهما البعض أم تفوق العسكري على السياسي؟ وعند التوقف في محطة مؤتمر الصومام ومواثيقه، كيف كانت ظروف انعقاده والتحضيرات له ؟ وما دور مؤتمر الصومام التنظيمي من هذا كله في مسيرة الثورة ؟ وهل كان الكفاح العسكري أشد فعالية وهو ما جعل الثورة تنتصر في الأخير؟.